المناطق الاثرية في تركيا
المناطق الاثرية في تركيا
تعتبر تركيا مزيجًا فريدًا من عدة حضارات متعاقبة لا حصر لها من أول الإنسان البدائي والعصر الجيري والطباشيري مرورًا بجميع حضارات الزمان، وصولًا للحضارة الإسلامية في العهد العثماني، لذلك تعج المدن التركية العديدة بالعديد من الآثار الشاهدة على الزمن وتعاقب تلك الحضارات. و تركيا هي ام المدن التاريخية القديمة وحاضنة الحضارات العريقة وراوية الحكايات والقصص التاريخية وتكثر في تركيا الاماكن الاثرية
مدينة أفسس (سلجوق ) في ازمير – تركيا
أفسس كلمة يونانية معناها "المرغوبة" ذكرت في سفر الرؤيا، وهي عاصمة المقاطعة الرومانية آسيا، وتعتبر منطقة تاريخية في غرب الاناضول- عند نهر كيستر الذي يصب في بحر ايجة, وقد بني لها مرفأ صناعي مما جعل أفسس ميناءًا بحريًا مهمًا في العصور القديمة. ونهر كيستر هو المدخل الطبيعي إلى قلب آسيا الصغرى. وكان في أفسس هيكل أرطاميس العظيم مما جعل المدينة مركزًا دينيًا ومزارًا لكثيرين من الحجاج .،وأن الرسول والمبشر يوحنا عاش في آسيا الصغرى في اواخر عقود القرن الأول، ومن أفسس قاد الكنيسة بعد موت دومشن عاد الرسول يوحنا إلى افسس، في عهد تراجان، يبعد منزل القديسة العذراء مريم 7 كم من مدينة سلكك الذي يٌعتقد بأنه اخر بيت سكنت فيه مريم العذراء "ام المسيح"، وهو الآن مكان للحج. مدينة أفسس القديمة في إزمير التركية، وهي اليوم مدرجة ضمن قائمة التراث العالمي التابع لمنظمة اليونسكو الواقعة على ساحل لونيا تبعد نحو 3 كيلو متر عن جنوب غرب سلجوق في مدينة ازمير التركية. وقد احتلّ الإغريق الأيونيون مدينة أفسس في القرن الحادي عشر قبل الميلاد وأصبحت عاصمة أيونيا وقد وجد اليونان تشابهاً بين الآلهة الأم التي كانت تعبد هناك والآلهة ارطاميس، ووقعت المدينة تحت حكم كريسس ملك ليديا وكورش العظيم ملك الفرس والاسكندر الأكبر وخلفائه، وفي النهاية وقعت تحت حكم الرومان عام 1333 ق.م. ولم يبقَ من هيكل أرطاميس الذي كان إحدى عجائب الدنيا السبع سوى الأساسات، وكثيرا ما أعيد بناء هذا الهيكل و كان فيه مائة عمود من الرخام طول كل منها 555 قدما، وقد عمل أعظم فناني اليونان في زخرفة داخله وتزيينه. وقد اكتشفت نماذج فضية لهذا الهيكل شبيهة بما كان يعمله ديمتريوس وغيره من الصياغ وتدل النقوش والأسوار والأبنية على تسلط السحر والخرافات على أولئك القوم, والمسرح الذي تظاهر فيه الصياغ وأحدثوا شغبًا ضد المسيحيين هو من أكبر المسارح التي بقيت من العالم القديم، وفيه 66 صفًّا من المقاعد ومكان يتسع لـ 24500 نفس. وبحسب التقليد الذي يوثق بصحته، قضى يوحنا السنوات الأخيرة من حياته وخدمته في أفسس، وكتب سفر الرؤيا وهو في جزيرة بطمس تجاه أفسس وفيها رسالة مدح ورسالة تحذير لكنيسة أفسس, وقد أصبحت المدينة فيما بعد مركزًا مهمًا للمسيحية وقد التأم هناك المجمع الثالث المسكوني في سنة 431 ميلادية.
مدينة طروادة ( جناق قلعة ) – تركيا
يقع طروادة في جبال كاز (جناق قلعة)، ومدينة طروادة هي المكان المذكور في ملحمة الإلياذة التاريخية التي كتبها المؤرخ اليوناني هوميروس وقال عنها المؤرخون انها مدينة الاساطير واهم مناطق الاناضول التاريخية والأثرية. جناق قلعة: هي مدينة وميناء بحري في مقاطعة جناق قلعة، تقع على الساحل الآسيوي الجنوبي من مضيق "جناق قلعة"، وهي المدينة الثانية (بعد إسطنبول) تقع في قارتي آسيا وأوروبا ويتم النفاذ من أحدهما إلى الأخرى عبر المضيق. واشتهرت قصة حصان طروادة الخشبي الذي اختبأ داخله الجنود الإسبرطيون وتسللوا ليلا لفتح أبواب المدينة أمام جيوش الملك مينلاوس ملك إسبرطة بقيادة أخيه أجامنون الذي حاصر المدينة المنيعة ردحا من الزمن يقارب العشر سنوات وما كان من الممكن إسقاطها إلا بالخدعة. كانت طروادة منذ بداية نشأتها حصناً منيعا حيث كان يعيش بين جدرانها زعيم مع أسرته وخدمه، في عدد من البيوت القليلة الكبيرة المحاطة بأسوار متينة، وكان الفلاحون أرباب الحرف والتجار وصائدو الأسماك يعيشون في الخارج على منحدرات التل أو في السهل. قام أهالي المدينة بإعادة بناء قلعتهم الحصينة بعد أن نالت منها النيران وقد وسعوا الأسوار وكانت بداخل الأسوار مساحة تتسع لنحو اثني عشر منزلا فقط وكان الناس العاديون لا يزالون يعيشون في الخارج وكان قصر الحاكم فيها أكبر كثيرا عن ذي قبل. أعيد بناء طروادة بأيدي من بقي من أهلها على قيد الحياة بعد ويلات الزلزال ولكنها باستثناء أسوارها الكثيفة المنيعة كانت تختلف عن غيرها اختلافا كليا فقد كانت ملجأ لآلاف من المواطنين وقد كانت عبارة عن أكواخ صغيرة مجتمعة إلى جانب بعضها البعض، ولأول مرة على مدى أكثر من قرنين من الزمان كانت التجارة مع اليونان معدومة تقريبا وقد اعتاد الطرواديون لعدة قرون أن يختزنوا المواد الغذائية والزيت والنبيذ في جرار ضخمة يصل طول الواحدة منها إلى مترين تقريبا. تم إحراق مدينة طروادة على يد أعدائها اليونان بحرب دامت قرابة عشر سنوات مات فيها الكثير من جنود الطرواد واليونانيون وقد كان من أهم ضحيا هذه الحرب ملك طرواده وأبنه هيكتور. بقي عدد من الأهالي أحياء بعد الحرب الطروادية ولكن سرعان ما غلبهم على أمرهم البرابرة النازحون من وسط أوروبا ثم ما لبثوا أن اختفوا ولأول مرة في خلال ألفي سنة أصبحت طروادة مدينة مهجورة. ثم بنيت هذه المدينة بأيدي الرومانيين تكريما لانحدارهم الأسطوري من أينياس البطل الطروادي و قد سقطت هذه المدينة الأخيرة بسقوط الإمبراطورية الرومانية، وبذل الإسكندر الأكبر قصارى جهده لإعادة إنعاش المدينة ورغم أنها قد مرت ببعض مراحل رائعة خلال العصر الروماني إلا أن المدينة قد تدهورت ثم اختفت نهائيا قرونا عديدة قبل أن يكشف عنها عالم الآثار الألماني هنريك شليمان عام 1871 م .
أطلال آني في مركز مدينة كارس - تركيا
تقع اطلال آني في وادي أريا وهي المدينة التي تجمع بين أطلال الإسلام والمسيحية، وتقع على الجزء المتفرع من نهر أراس الواقع على ساحل المدينة في حدود ارمينيا، وهي اكثر الاطلال والمعالم الاثرية بها للحضارة المسيحية القديمة والحضارة الإسلامية, وهي مدينة أرمنية تاريخية مهجورة من القرون الوسطى. لا يُعرف زمن إنشاء المدينة تحديداً لكن أقدم إشارة لها تعود للقرن الخامس الميلادي بين عامي 961 و 1045 أصبحت آني عاصمة لمملكة باغراتيد الأرمنية التي شملت أرمينيا وشرق تركيا،والمدينة تقف على مُفترق طرق تجارية وتحفل بالكنائس والقصور والحصون التي تعتبر بين الأفضل في وقتها من حيث القيمة الفنية والتقنيات المُستخدمة في بنائها، لُقبت مدينة آني بألقاب عديدة تدل على عظمتها منها مدينة الألف كنيسة وكنيسة ومدينة الأربعين بوابة. أيام مجدها بلغ عدد سكان آني مئة الف نسمة منافسة في ذلك بغداد والقاهرة والقسطنطينية، لكنها عانت من الاضطرابات السياسية وعدم الاستقرار في بداية القرن الحادي عشر، واصابها زلزال مُدمر سنة 1319 م فحول الكثير من مبانيها الى أطلال. وعلى الرغم من أنها بقيت مركزًا تجاريًا مهمًا في القرن الرابع عشر، إلا أن حجمها وقوّتها تراجعا بعد أن تحولت الطرق التجارية نحو الجنوب. وبحلول نهاية القرن الثامن عشر، أمست المدينة مهجورة تمامًا. تعتبر آني رمزاً للتراث الديني والثقافي الأرمني وما زال اسم آني أكثر أسماء النساء شيوعاً في أرمينيا تيمناً باسم المدينة. #الوادي alwadi#